الأحد، 14 أبريل 2013

جبهة النصرة في بلاد الشام - أفول إستراتيجية القاعدة السابقة وانجلاء فتنة الدهيماء ما بين تصريحات الظواهري والبغدادي والجولاني .


تعتبر نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي الغربي أننا في هذه الأيام في نهايات فتنة الدهيماء وبالتذكير بما أشرنا اليه في النظرية بشأن مدتها أنها إثنا عشر عاما هجريا بدأت في 11 سيتنمبر/أيلول 2011 وستنجلي في مايو/آيار 2013 ومن أهم مظاهر الإنجلاء هو إضمحلال مظاهرالصراع الإسلامي- الغربي وضعف وأفول إستراتيجية القاعدة السابقة بتدمير الغرب الصليبي ممهدا لإنخراط عناصر القاعدة في التحالف الإسلامي الغربي أو أن يتنح المصر على رأيه السابق منهم جانبا قاعدا وهذا ماتم تناوله في نص النظرية و في المرتكز السابع و العاشر للنظرية  ويرجى الرجوع اليها. هذه دراسة تحليلية وتوجيهية بخصوص هذه التصريحات وفق المنظور والمرحلة الحالية لنظرية حلول عصر الصلح الآمن ، لاحظ المرفق ( رقم3)
 

 أولا : تطور دور القاعدة وظهورإسمها في الثورة السورية :

مر دور القاعدة لغاية تأريخ اليوم بثلاث مراحل رئيسية وهي :

المرحلة الأولى : هي المرحلة التي حاول النظام السوري ألربط بين القاعدة وما يحدث في الثورة السورية في بدايتها معتبرا ذلك من فعل عصابات مندسة  وقام بعدد من التفجيرات ليربط بين الثورة والإرهاب . هذه المرحلة لم ينجح النظام في إقناع الآخرين بها لضعف الإخراج فيها وعدم وجود أدلة على الأرض تؤكدها . لكن من الواضح أن  النظام كان يرحب بإنخراط القاعدة في الثورة لما في ذلك من فائدة له تجعل الآخرين يترددون وخصوصا القوى الخارجية لدعم الثوار كما حدث في ثورة ليبيا .

المرحلة الثانية : ظهورجبهة النصرة في الثورة المسلحة : هذه  الجبهة ظهرت في السنة الثانية من الثورة عام 2012 تحت توجهات وشعارات كانت واضحة أنها تمثل توجهات قاعدية دون وضوح القيادات أو الأهداف .هي شاركت بأعمال عسكرية متعددة غالبا بالإشتراك مع الفصائل الأخرى ولاقت قبولا واسعا من بقية الفصائل أو الشعب السوري . كانت تتميز بحسن التظيم والتمويل وزاد أعدادها ومناطق تواجدها  لكن بقيت الغالبية منها من السوريين مع أعداد قليلة من المسلمين الذين التحقوا بالثورة في سوريا .  مع ذلك فلا يمكن التأكد من أن النظام النصيري لم يخترق صفوفهم وهو صاحب الخبرة الطويلة في ذلك  كما نجح بذلك سابقا  في حالة أبو القعقاع في موضوع العراق و شاكرالعبسي في مخيمات فلسطينيي لبنان و سعيد شعبان في حركة التوحيد اللبنانية لكي يوجههم في بعض الأحيان بما يخدم مصالحه .

المرحلة الثالثة : إعلان أبي بكر البغدادي أمير دولة العراق الإسلامية بتبعية جبهة النصرة له في 9/4/2013 . وهذا ما سيتم تفصيله في فقرات تالية من هذه الدراسة .



 ثانيا : تصريحات قيادات القاعدة خلال الإسبوع الماضي مابين 6-10/4/2013 :

في الأسبوع الماضي ظهرت ثلاثة تسجيلات مرئية وصوتية لثلاثة من قادة القاعدة وكما يلي :

1-    في 6 أبريل /نيسان ظهر الدكتور أيمن الظواهري زعيم القاعدة في إصدار لمؤسسة السحاب بتسجيل مرئي أسماه توحيد الكلمة حول كلمة التوحيد .  يبدو أنه سجل قبل شهرين لإشارته للهجوم الفرنسي على مالي يتكلم ما خلاصته انها دعوة لتوحيد المسلمين حول كلمة التوحيد وذكر سبعة نقاط  في وثيقة أسماها نصرة الإسلام يرى أنها مدار توحيد الكلمة  ثم بدأ يسرد نصائحه وتقييمه لمناطق يعتبرها مناطق وجود للقاعدة في الشام وفلسطين والصومال والجزيرة العربية واليمن والمغرب العربي وباكستان ومصر. يلاحظ من كلمته المطولة أنه لم يشر في كلامه للدعوات السابقة بإستهداف الغرب" الصليبي". ويهمنا أنه أثنى كثيرا على ثورة سوريا ودعاهم لإقامة الدولة الإسلامية وإحباط مؤامرات الغرب والجامعة العربية والدول العربية . وفي إشارته لدور أيران إكتفى بإعتبار أن دور إيران يعتبر سقطة أخرى في سلوكها ضد المسلمين دون أن يصل بخطابه للدعوة لإستهدافها  ومحاربتها كما دعوناه في مواضيعنا المنشورة بعنوان ( لانريد القاعدة إن كانت في إيران قاعدة ) ( الحملة العالمية لفك الإرتباط بين القاعدة وإيران ) ويمكن من توقيت تصوير الفديو أنه يرد على رسائلنا التي نعتقد أنه يرد عليها . مواضيعنا السابقة بخصوص القاعدة مرفقة في المرفق (رقم3 ) . كذلك يظهر أن تعليقات السحاب وفواصلها بين كلام الدكتور الظواهري أنها كانت أجرأ منه في توصيف الإجرام الصفوي أو الإيراني خصوصا حول الشأن السوري .

2-    في 9 أبريل/ نيسان ظهر أبو بكر البغدادي أمير دولة العراق الإسلامية في تسجيل صوتي  ذكر فيه أن هو من أنشأ جبهة النصرة  وهي إمتداد للدولة وأن مسئول جبهة النصرة أبا محمد الجولاني هو أحد جنوده وأنه هو من موله بقسمة ما تمتلكه دولة العراق الإسلامية في بيت مالها وقرر أيضا إلغاء تسميتي دولة العراق الإسلامية وجبهة النصرة الى مسمى الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام .

3-    في 10 أبريل/نيسان ظهر رد من أبي محمد الجولاني مقدما نفسه على أنه المسئول العام لجبهة النصرة في سوريا معترفا بإقامته السابقة في العراق ولقائه مع أبي بكر البغدادي وتلقيه الدعم الكبير منه لكنه نفى علمه أو التنسيق مع البغدادي بشأن الدمج رافضا دمج إسم الحركتين في العراق وسوريا بل أنه ذكر أنه إستفاد من أخطاء دولة العراق الإسلامية في العراق وهو أكثر إنفتاحا على بقية الفصائل في الثورة السورية لكنه أنهى كلامه بخطأ كبيرتمثل ببيعته للدكتور أيمن الظواهري مما يعني تبعيته المباشرة لتنظيم القاعدة الحالي وبالتأكيد هذه يؤشر الى تبعيتهم له المستقبلية  وهو الأمر المرفوض محليا وخارجيا.

وسيتم إرفاق الروابط للخطابات في المرفق (رقم1 )

 

ثالثا : تحليل التصريحات خصوصا حول الشأن السوري والمشروع الصفوي :

1-     يغلب على كلمة الظواهري أنه بدى أكثر تصالحية مع أغلب الجهات ولكن في المقابل كان واضحا أنه لا يزال مقيدا في تصريحاته بما يمنعه من جعل إيران عدوا للمسلمين وهو ما يدعم فرضية إقامته أو تنسيقه أو أن بعض قيادات القاعدة لا تزال في طهران أو أن إيران تقدم دعما لبعض الجهات الإفغانية المقربة من  الظواهري وهو ما يجعله لا يتعرض لها للمستوى الذي يجعلها عدوا ويدعوا المسلمين لإستهدافها .  أسهب في تناول الموضوع المصري بطريقة فاقت تفصيله في كل المناطق الأخرى في العالم مع قبوله بزعامة الرئيس محمد مرسي وكأنه تحول  في خطابه لجمهور المسلمين حول العالم الى المنطقة التي يتمنى حسب ما يظهر أنه يحاول الرجوع اليها والتأثير في مستقبلها .

2-    يبدوا من طبيعة مبالغة الدكتور الظواهري في تضخيم تواجد القاعدة في العالم أنه في داخله يعتقد أنه يتكلم لجمهور غير موجود أصلا ولكنه يحاول أن يتكلم بما يراه في جوانب متعددة عله يصل لمناصرين جدد أو أن يقنع المتبقين بالبقاء معه ، فصل كثيرا رأيه في موضوع إنشاء الدولة الإسلامية والفرق بينها وبين الدول العلمانية محاولا إقناع الآخرين بهذه التوجهات . كل هذا يؤكد أن القاعدة بلغت مرحلة الأفول وإنفضاض الناس عن طروحاتها  .

3-    واضح من الطريقة التي أعلن فيها أبو بكر البغدادي الغاء مسمى جبهة النصرة وضم الحركتين في دولة واحدة أنها كانت مفاجئة للجميع وهذا لا يمكن تفسيره سوى أن إيران بما لديها من تأثير ودعم وإختراق مباشر لدولة العراق الإسلامية أنها تريد أن تلقي بآخرأوراقها لإنقاذ حليفهم النصيري من الإنهيار عن طريق الزج الرسمي بإسم القاعدة في الثورة السورية .

4-    أبو بكر البغدادي هو أيضا كسلفه أبو عمر البغدادي ظاهرة صوتية مختفية مثله مثل دولة العراق الإسلامية لا يمكن أن تعتبر سوى مجموعات صغيرة متفرقة لا يربطهم أي تنظيم يرقى الى مواصفات الدول حتى يمكن أن يقال أن لهم موارد واسعة .  لكن إعلانه تمويل جبهة النصرة وإعتراف الجولاني بصحة ذلك يدل على أن أبو بكر البغدادي يتلقى تمويلا هائلا من جهة دولية وليس من خلال الأساليب البسيطة وهذه الجهات حسب المسح الشامل لكل الجهات والقوى الداخلية والخارجية في العراق والعالم لايمكن أن تكون سوى إيران وحلفائها والقائمين على إدارة وتخطيط المشروع الصفوي . وتأكيدا لمستوى الدعم الضخم لجبهة النصرة إعتراف  اللواء سليم أدريس رئيس هيئة أركان الثورة السورية بأن تمويل  وإمكانيات جبهة النصرة  يفوق تمويل الجيش الحر .

5-    بدى من كلام الجولاني أن هناك خلافات بين أجنحة القاعدة في المنطقة وصلت الى حد الخروج عن بيعة البغدادي وأن القرارات الرئيسية تتخذ دون تنسيق .هو صرح بذلك وقالها أنه إستفاد من أخطاء التجربة العراقية ليتجاوزها في سوريا . لكنه ليتلافى موضوع الخروج على بيعة البغدادي قام ببيعة أمير البغدادي وهو الظواهري وهذا  تصحيح لخطأ أوقعه في خطأ آخر .

6-    ظهر من كلام الجولاني أيضا أنه يحاول أن يبقى على علاقاته المقبولة مع باقي الفصائل ومع الشعب السوري الذي كان يتقبل وجود جبهة النصرة في سوريا وأمدها بشبابه للقتال معهم .هو يعرف تماما أن السير خلف البغدادي سيوقع جبهة النصرة بنفس المشكلة التي وقعت بها دولة العراق الإسلامية بإنعزالها مما جعل الحاضنة السنية تتخلى عنهم . هو يعلم أن الثورة السورية أكبر من أن يتخلى عنها المسلمون إن تم التخيير بينها وبين القاعدة فالمسلمون سيختارون الثورة السورية وسيتخلون عن القاعدة .

7-    ظهر من كلام الظواهري و الجولاني أن فكرة  وإستراتيجية القاعدة الأساسية بدأت تواجه صراعا داخليا بين قادتها حول إستمرارهم بنفس النهج الذي بدأته القاعدة بإستهداف الغرب الصليبي والتساهل في تكفير الناس والحكام من مخالفيهم وأنهم لا يرون سواهم ممثلين للمسلمين ولا يقبلوا التعايش مع الآخرين من جهة وبين أن تتغيرإستراتتيجياتهم وتوجهاتهم حسب المستجدات الحالية في الساحة الإسلامية المتمثلة بالحاجة للصلح الآمن مع الغرب وقتال العدو الرئيسي للمسلمين حاليا المتمثل بالمشروع الصفوي .

 

رابعا : رأي الشعب والثورة  السورية في موضوع إعلان أبي بكر البغدادي وبيعة الجولاني للظواهري :

بمجرد صدور الإصدارات الصوتية للبغدادي وتلاه الجولاني ظهرت ردود أفعال وتصريحات ثم بيانات  رفضت الخطابات الأخيرة لقادة القاعدة في سوريا والعراق  صدرت من كل أوساط الثورة السورية وكلها أجمعت  أولاعلى الإمتنان لعمل جبهة النصرة العسكري مع باقي الفصائل لما مضى من جهدها وثانيا على رفض إرتباط جبهة النصرة بالقاعدة وعدم قبولهم ببيعة الجولاني للظواهري وإعتبار أن ارتباط الجبهة بالقاعدة سيجر على الثورة السورية معاداة الخارج الذي يمثل الآن حاجة للشعب السوري لكي يمده بما يساعده على إنجاز الثورة وثالثا دعوتهم لجبهة النصرة وقائدها للتراجع عن البيعة للظواهري وتبيان موقفهم الواضح في المستقبل وتعيين ناطق رسمي يظهر بشكل علني .بدأت هذه بردود أفعال متلفزة أومنشورة من معاذ الخطيب رئيس الإتلاف الوطني السوري و لؤي المقداد الناطق الرسمي بإسم الجيش الحر وتصريحات الدكتور عدنان العرعور وأبو بصير الطرطوسي المنظران للعمل الجهادي أو الثوري السوري ثم بدأت البيانات بالصدور بشكل متسارع منها :

1-    بيان جبهة تحرير سوريا . ويمثل تجمع للثوار السوريين

2-    بيان لواء الإسلام القيادة العامة .

3-    بيان إتحاد تنسيقيات الثورة السورية . ويمثل التنسيقيات الإعلامية والتنظيمات في المناطق السورية

4-    بيان الإتلاف الوطني السوري

5-    بيان الروابط العلمية والهيئات الإسلامية السورية:ويمثل روابط وتجمعات شرعية سورية:


 




وسيتم إرفاق البيانات والتصريحات وروابطها في المرفق (رقم 2 )

 

خامسا: هل يمكن لجبهة النصرة أن تتجاوز المأزق الذي وقعت فيه من هذه المستجدات وأن تكون جزءا من التحالف الإسلامي الغربي :

حسب نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي-الغربي فإن التوقيت الذي صدرت فيه هذه التصريحات  يمثل أحد الأيام الأخيرة لنهاية فتنة الدهيماء وعليه فليس من المستغرب حدوث هذا الكم من  هذا التخبط في تصريحات القاعدة والرفض لها الذي قابلها من الشعب السوري الثائر ضد النصيريين والمشروع الصفوي . وقد ذكرنا في نص نظرية  حلول عصر الصلح الآمن مايلي :

( ستنتصر الثورات العربية في كل من ليبيا واليمن ويزول الحكم الجبري فيهما . فيما تستمر الأحداث في سوريا في تصاعد وتزداد الضغوط الشعبية والغربية على النظام العلوي السوري ، منها زيادة العقوبات والحصار عليه حتى ينهار . إلى أن يتحقق ذلك و خلال هذه الفترة سيتبلور الصلح الآمن الإسلاميالغربي ويزداد قوةً وتماسُكاً ، الذي بدأ مع بداية الثورة الليبية ليتحول الى تحالف إسلامي - غربي (تمثله أمريكا وكندا وأوربا وإستراليا من جهة ، ودول الخليج والأردن وتركيا والشعوب العربية عامة وخصوصاً التي أنجزت ثوراتها بنجاح وهم التونسيون والمصريون مع التي هي في طور النجاح وهم الليبيون واليمنيون والسوريون يضاف إليهم أجزاء واسعة من أتباع القاعدة والفكر الجهادي المتشدد من جهة أخرى)

وبالرجوع الى آخر الإقتباس  في الفقرة أعلاه المؤشر بخط تحته سنجد أن هنالك تحولا في فكر القاعدة سيطرأ في مرحلة ما يغير من إصطفاف القاعدة من صف العداء للغرب لصف العداء للصفويين والتحالف مع الغرب وهو ما نعتقد أنه حدث الآن .وعليه نقول أن الفرصة لازالت سانحة الآن لمعالجة المأزق الذي وقعت جبهة النصرة فيه والمساهمة في إحداث نقلة جوهرية في إستراتيجية القاعدة القديمة وإحلال الصلح ثم التحالف الإسلامي-الغربي وإنجلاء فتنة الدهيماء ويشترط لذلك ثلاثة شروط يجب أن يبادر بها الجولاني لتصحيح خطابه ويمكن أن يتم ذلك أيضا بمبادرة تصحيحية من الدكتور الظواهري, غير أني لا أعتقد أن الأخير يستطيع فعل ذلك في ظل فرضية أنه لايزال مقيد الحركة والتصريح كونه مرتهن في إيران .  والشروط الثلاثة هي :

1-     الظهور العلني للجولاني وفك بيعته للظواهري .

2-    إعلان الجولاني كونه مسئولا لجبهة النصرة قبول جبهة النصرة النزول عند خيارات الشعب السوري والإلتزام بها بعد إنتصار الثورة السورية للثقة التامة التي تتحلى بها الثورة السورية من كافة الأوساط والشعوب الإسلامية وإنضواء الجبهة من الآن تحت القيادة المشتركة للجيش الحر السوري .

3-    إعلان جبهة النصرة تخليها عن الإستراتيجية السابقة للقاعدة وإعتبار إيران ومشروعها الصفوي هو العدو الأول للأمة الأسلامية وأن جبهة النصرة مستعدة للتعاون مع الجميع لتدمير المشروع الصفوي ومرتكزاته في سوريا إبتداءا ثم في لبنان والعراق وإيران مستقبلا .

 

سادسا : مالذي يمكن أن يحدث إن لم يتراجع الجولاني أو يظهر الظواهري بتصريح مغاير :

إن الذي يدفعنا الى إعتبار إن تصريح البغدادي ثم خطأ الجولاني بمبايعة الظواهري هو بداية لأفول توجهات وإستراتيحية القاعدة السابقة في العالم  سيكون سببه التالي :

1-    ردة الفعل السريعة التي ظهرت من أوساط الثورة السورية المتمثلة في رابعا أعلاه والمرفق(رقم2 ) . تبرز حقيقة الرفض الواسع لهذا التفكير حاليا .

2-    أن الثورة السورية وإنجازاتها وتضحياتها هي أكبر من أن يغطيها أو يحجبها أو ينافسها رأي مغاير تمثله القاعدة فعند الإختيار هذه المرة بين توجهات القاعدة وبين توجهات الثورة السورية  إن إختلفت فسيختار عموم المسلمين والسوريين والعالم توجهات الثورة السورية، وهذا لم يكن ممكنا في كل تجارب القاعدة السابقة في العراق أو الصومال أو أفغانستان حيث إستطاعت القاعدة إقناع الكثير من المتحمسين والشباب والمسلمين بأنهم أكثر مصداقية من منافسيهم أو خصومهم .

3-    ضعف إمكانيات إيران الحالية بعد فتح الجبهات عليها وعلى حلفائها في سوريا ولبنان والعراق والعقوبات الدولية الخانقة عليها مما يجعلها لن تتمكن من إدارة ألإختراق السابق للقاعدة وإستمرار تقديم الدعم لها لتحقيق مصالحها ومما سيجعل القاعدة معزولة كما كانت دائما في السابق ولكنها هذه المرة بدون إمكانيات.

وعليه فمما سبق في النقاط الثلاثة أعلاه  نجيب على سؤال هذا الجزء من الدراسة- مالذي سيحدث إن لم يتراجع الجولاني أو يظهر الظواهري بتصريح مغاير؟ سيكون الجواب هو التالي وهو ما سيحدث بإذن الله .

1-    إنفضاض أغلب الذين التحقوا بجبهة النصرة من السورييين وغير السوريين وإلتحاقهم بتنظيمات الجيش الحر الأخرى .

2-    فقدان جبهة النصرة لحاضنتها السورية مما سيجعلها تأفل وتضمحل .

3-    سيؤدي هذا الأفول لمن يصر على إستراتيجيته السابقة من قادتها أنه سيمثل قيادة بدون جنود  مما سيؤدي إلى إنعزاله وقعوده وهو ما توقعناه في المرتكز العاشرمن نظرية حلول عصر الصلح الآمن لمن لم يلتحق بالتحالف الإسلامي –الغربي الآن منهم .

وعليه فإننا  نكرر توصياتنا السابقة للدكتور الظواهري ونوجهها هذه المرة لأبي محمد الجولاني بسرعة رد الفعل لتغيير إستراتيجيتهم  ونوصي الشعب السوري والمسلمين بزيادة الضغط على جبهة النصرة وحثها على التراجع عن تصريحاتها  السابقة وتبني إستراتيجية جديدة تنسجم مع خيارات الشعب السوري وإحتياجاته والمستجدات في العالم و أهداف نظرية حلول عصر الصح الآمن الإسلامي الغربي .

 

إبن عبدالله الحسني

14/4/2013



المرفق ( رقم 1) تصريحات قيادات القاعدة :

 

1-    روابط تصريحات الدكتور أيمن الظواهري : http://www.youtube.com/watch?v=WRdpOhvJevY  ,  http://aljahad.com/vb/showthread.php?t=30348

2-    روابط تصريحات أبي بكر البغدادي : http://www.youtube.com/watch?v=akolFvzpXTI ، http://www.youtube.com/watch?v=yW1H1-7QhXA

3-    روابط تصريحات أبي محمد الجولاني : http://www.youtube.com/watch?v=pyGhojXw8yU ، http://www.youtube.com/watch?v=pPFZ1_1AK7E

  

المرفق ( رقم 2) ردود أفعال الشعب السوري وأوساط الثورة السورية :

 

-         رابط تصريحات لؤي المقداد الناطق الرسمي بإسم الجيش الحر : http://alshamtoday.net/data.php?s=17&id=21906&cat=0

-        رابط تصريحات الدكتور عدنان العرعور: https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=w3Inu8GzccE

-        رد الشيخ ابو بصير الطرطوسي : http://www.muslm.net/vb/showthread.php?509611

-        بيان الروابط العلمية والهيئات الإسلامية السورية  http://islamicsham.org/letters/824

-       الكاتب : مجموعة من الروابط والهيئات الدعوية والعلمية السورية

-       السبت 13 أبريل 2013 م

-          بسم الله الرحمن الرحيم

-           

-         بيان "الروابط العلمية والهيئات الإسلامية السورية"


-         حول


-         "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وبيعة "جبهة النصرة"


-           

-          الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

-          تتابعت الأحداث خلال الأيام الماضية تحمل أفكارًا ومشاريع مثيرة للجدل في إقامة الدولة الإسلامية في سوريا، بدءًا من دعوة الظواهري إلى "إقامة دولة الإسلام في سوريا"، مرورًا ببيان أبي بكر البغدادي لتأسيس "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وانتهاء بإعلان أبي محمد الجولاني أمير "جبهة النصرة" بتجديد البيعة "لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري".

-           

-          وأمام هذه الأحداث بالغة الخطورة، والتي أصبح الكلام فيها علانيةً دون مواربة، لابد من البيان والتوضيح؛ حمايةً للثورة، وصيانةً لأهدافها، ونصحاً للأمة فإنَّ (الدِّين النَّصِيحَة).

-           

-          إنَّ الثورة المباركة إنَّما قامت في سوريا حمايةً للمستضعفين، ودفاعًا عن الأرواح والأعراض والأموال، وإسقاطًا لنظام الإجرام والفجور، ولتبني دولةَ الحق والعدل على هديٍ من ديننا الحنيف، وفق سنن الله تعالى في التغيير، وعلى ضوء السياسة الشرعية الحكيمة، والمشاورة والمناصحة.

-          أما أن تعلن جهةٌ ما، لا تملك دولةً، ولا تحكم أرضًا، إقامةَ دولةٍ في مكانٍ آخر، وتبعيتها لها، وفرض البيعة على شعبها، دون استشارةٍ لأحدٍ من أهلها، فضلاً عن إشراك علمائها ومجاهديها، ودون حسابٍ لمآلات الكلام وعواقبه، فأمرٌ مستنكرُ شرعًا ومرفوضُ عقلاً، وهو افتئاتٌ على أهل الشام جميعهم، ومصادرةُ لفكرهم ومصيرهم.

-          إنَّ شعبنا السوري يعتزُّ بانتمائه للإسلام دون غلوٍ أو شطط، كما ظهر ذلك في ثورته وجهاده، وهو قادر -بعون الله له -على إقامةِ دولته التي ينشد، بما لديه من كفاءاتٍ وقدراتٍ، وبالكيفية التي تتلاءم مع مجتمعه وواقعه، ويرفض أن يُحمَّل وزر تنظيماتٍ خارجية، أو يُدخَل في معركةٍ من معاركها التي تديرها هنا وهناك.

-           

-          ونوجه هاهنا ثلاثَ رسائل:

-           

-          الرسالة الأولى إلى إخواننا في جبهة النصرة:

-          إنَّ جهادَكم على أرض الشام إلى جانب بقية الفصائل والكتائب منذ انطلاق الثورة المباركة، أمرٌ معلوم، وتضحياتكم فيه مشهودةٌ مشهورة، وما وقوف الشعب إلى جانبكم في جمعة (كلنا جبهة النصرة) إلا شهادة منه بذلك.

-          وإن واجب النصيحة يدعونا – وقد وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه– أن نذكركم بأمورٍ عملاً بقول الله {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55]، سائلين الله أن يشرح صدوركم لها.

-          إنَّ إعلان تبعية "جبهة النصرة" للقاعدة تنظيميًا، وإعلان "البيعة" للظواهري"، فيه ما فيه من المحاذيرِ الشرعية، والمخاطرِ من جرِّ البلاد والعباد إلى معارك هم في غنى عنها، وإضفاءِ "الشرعية" على حرب النظام "للجماعات المتطرفة" كما يزعم، وفتحِ البلاد أمام التدخلات الأجنبية المتربِّصة، وتقديمِ المسوِّغ لها لأي تصرف تتخذه ضد المجاهدين أو قياداتهم تحت دعوى محاربة "التطرف والإرهاب"، وغيرِ ذلك مما لا يخفى على عاقل.

-          وهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أراد أن يشاطرَ غطفان المشركة تمر المدينة؛ ليأمن جانبها، لما رأى العرب رَمَتهُم عن قوسٍ واحدة، أَفَنستعدي علينا الناسَ دون طائل! 

-          لذلك فإننا ندعو إخواننا في "الجبهة"  إلى التراجع عن "البيعة" وما تعنيه من ارتهانٍ مستقبلي بقراراتٍ وأحكامٍ خارجية، وما تؤدي إليه من ضعف التحام المسلمين وانضمامهم إلى بعضٍ في الداخل، وندعوهم أن يأخذوا قراراتهم بالتشاور مع إخوانهم العلماء والمجاهدين على الأرض، فهذا هو الضامن لتجنيب البلاد والعباد مآسيَ ونكباتٍ لا يعلم مداها إلا الله.

-          كما ندعو قادة "الجبهة" ولجانها الشرعية أن يبادروا إلى تبيينِ منهجها من قضايا التكفيرِ والتعاملِ مع المخالفين بكافة تنوعاتهم، ومع الكتائب الأخرى، ومن إقامة الدولة الإسلامية، وألا تدعَ هذا الأمر للشائعاتِ والتخرُّصات، مع عرض هذه المسائل للبحث والحوار مع أهل العلم.

-           

-          الرسالة الثانية إلى إخواننا الثوار والمجاهدين:

-           إنَّكم ما قمتم بثورتكم المباركة هذه إلا لرفضِ الذلِّ والهوان، وكافةِ أشكالِ العبوديةِ لغيرِ الله عزَّ وجل، ولنصرة المظلوم، وإقامة الحق والعدل، وقد بذلتم في سبيل ذلك من التضحياتِ والعطاء ما أصبح محل فخرٍ وإعجابٍ ومضربَ مثل، وإننا في هذه الأحداث المتسارعة، نذكركم أنَّ معركتنا الكبرى هي ضد النظام المجرم، فينبغي أن نوجِّه سلاحنا إليه وحده دون سواه، وإلا انحرفت الثورة عن مسارها، وتَشتَّتت قواها.

-          كما نعظكم بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ)، فلا يجوز لمسلمٍ أن يكون عونًا على أخيه المسلم، ومهما بلغت الخلافات بين المجاهدين، فالواجب المعاملة بما تقتضيه الأخوة الإسلامية من الصبر والنصيحة ومحاولة الإصلاح، وأن ينصر الأخ أخاه (ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا)، والاستعانة على ذلك بأهل العلم والحكمة.

-          ونوصيكم بالحرص على التنسيقِ فيما بينكم، ورصِّ الصفوف، والبعدِ عن التنازع، قال تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46].

-           واعلموا أن عدونا لا يحاربنا بالسلاح فقط، بل يعملُ على التَّحريشِ بيننا، وتفريقِ الصفوف، وإثارةِ النزاعات والإشاعات، فلنكن منه على حذر.

-           

-          الرسالة الثالثة إلى دول العالم أجمع:

-          إنَّ الثورة السورية قامت بسواعدِ أبنائها، دون تبعيةٍ لجهةٍ أو تنظيم ما، بل هي ثورةٌ شعبية بحق، شاركت فيها جميع فئات الشعب؛ لما وقع عليه من ظلمٍ وإجرامٍ طوال العقود السابقة.

-          ولم يجد شعبنا – رغم كثرةِ التضحياتِ والجراحِ، وإجرامِ النظامِ وإيغالِه في الدماء -إلا التآمر والتواطؤ من النظام العالمي ضد ثورته، بإعطاءِ المُهلِ تلو المهل للنظام، وغضِّ الطرف عن سيل الأسلحة والمرتزقة من مختلف الدول الطائفية وروسيا، ومنعِ الأسلحةِ عن المجاهدين، تحت حججٍ واهية، وادعاءاتٍ كاذبة، وتبادل أدوارٍ مكشوف.

-          وإن اتخاذ أي إجراءات لاستهدافِ الكتائبِ المجاهدة، أو زيادةِ التَّضييقِ والحصارِ على الشعب السوري في التَّزُّود بالسلاحِ تحت ذريعةِ محاربةِ الإرهاب، لن يراه السوريون إلا إمعانًا في التآمرِ والتواطؤ، فلا إرهابَ فوقَ إرهابِ نظامِ الأسد المجرم. 

-           

-          وأخيرًا، فإنَّنا كما رفضنا تدخّل تنظيماتٍ أياً كانت في رسم مصير الدولة السورية، نُجدِّدُ التأكيد على رفضنا أيَّ تدخّلٍ خارجيٍ من النظام العالمي، بفرضِ شخصياتٍ أو حكوماتٍ أو مفاوضاتٍ مع النظام ونحو ذلك، فمستقبلُ سوريا لا يرسمه إلا أبناءُ سوريا المخلصون.

-          إنَّ قضيةَ الشعبِ السوري قضيةٌ عادلةٌ واضحة، وهي تسيرُ في طريقها لإسقاطِ النظامِ بمشيئةِ الله تعالى، لا يضرُّها في ذلك خذلانُ الخاذلين، ولا تواطؤُ المتآمرين، {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا} [الطارق: 16- 17].

-          وللهِ الأمرُ من قبلُ ومن بعد، والحمد لله رب العالمين.

-          السبت 3 جمادى الآخرة  1434هـ- لموافق    13   /   4   /   2013 م
 

        
 


 

بيان حول ما نسب إلى كتائب "جبهة النصرة" وعلاقتها بتنظيم القاعدة

 

يعبر الائتلاف الوطني السوري عن رفضه كل ما يمس بتطلعات الشعب السوري أو يتجاوز أهداف ثورته العظيمة ومبادئها، كما يستنكر الائتلاف كل موقف أو اتجاه يرفض حرية الفكر والرأي والاعتقاد أو يصادر حق السوريين في تقرير مستقبلهم.

 

واليوم، ينظر الائتلاف الوطني السوري، بمنتهى الريبة إلى الرسائل والبيانات التي صدرت في الآونة الأخيرة حاملة تصورات وأفكاراً لاتتوافق مع الحقائق التاريخية والاجتماعية والفكرية لشعب تضرب حضارته جذوراً تعود إلى آلاف السنين.

 

من هنا، يجد الائتلاف الوطني السوري من صميم واجبه ومسؤوليته أن ينبه إلى خطورة ما تضمنته تلك الرسائل والبيانات من نقاط، متمنياً من كتائب "جبهة النصرة" أن تحافظ على مكانها في الصف الوطني السوري، وأن تتابع بذل جهودها في محاربة النظام الأسدي، ودعم حرية الشعب السوري بكل أطيافه.

 

لقد عبر العديد من أعضاء الائتلاف الوطني فيما سبق عن رفضه لقرار وضع "جبهة النصرة" على لائحة الإرهاب الأمريكية، وأصر على اعتبارها جزءاً من الجانب المسلح الذي فرضته وحشية النظام على الثورة السلمية. لكننا في الائتلاف الوطني السوري نعتقد أن أي سلوك يتناقض مع خيارات الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة؛ لن يخدم سوى نظام الأسد، وسيلحق الضرر بثورة السوريين وبحقوقهم ومصالحهم، وعليه فإنه سيعتبر سلوكاً مرفوضاً بالمطلق، من قبل الائتلاف الوطني السوري ومن قبل الشعب السوري على السواء.

 

لقد خرج السوريون في آذار من عام 2011 مطالبين بالحرية و دولة العدل والمساواة، دولة حرية العقيدة وحرية الفكر وحرية التعبير، و هي الغاية التي يطمحون لها.

 

الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين،

 عاشت سورية وعاش شعبها حراً عزيزاً،

 

 المكتب الإعلامي

 الائتلاف الوطني السوري

14  نيسان  2013

 

 


المرفق (رقم3 ) كتاباتنا السابقة  ذات العلاقة بالدراسة الحالية :

 

-        رابط ( نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي-الغربي ) ونشرت قبل سنتين ولاتزال تتحقق http://binabdullahalhasani.blogspot.com/2011/08/2011-1432.html

-        رابط موضوعنا (لانريد القاعدة إن كانت في إيران قاعدة ) ونشرفي مدونتنا ضوء في نهاية النفق في 12/2/2013 http://binabdullahalhasani.blogspot.com/2013/02/blog-post_5483.html

-        رابط موضوعنا (الحملة العالمية لفك إرتباط القاعدة بإيران ) ونشرفي مدونتنا ضوء في نهاية النفق في 18/2/2013 http://binabdullahalhasani.blogspot.com/2013/02/blog-post_18.html

هناك تعليق واحد:

  1. لقد قولت ان الثورة في مصر وليبيا تمت بنجاح اقول لك اتقي الله فان مصر الان يحكمها طاغية فاقت افعاله الحجاج ابن يوسف فما فعلوه داعش لا يساوي واحد علي مليون مما فعليه السيسي في فض الاعتصامات

    ردحذف