الثلاثاء، 12 فبراير 2013

لانريد القاعدة إن كانت في إيران قاعدة

حقبة الدهيماء التي نحن في أشهرها الأخيرة من عامها الثاني عشر كان طرفيها كل من دعاة (الجبهة العالمية الإسلامية لقتال الصليبيين واليهود)  في مقابل (الحرب الدولية ضد الإرهاب ) . كان على رأس الطرف الإسلامي تنظيم القاعدة الذي برز منذ 11 سيبتمبر - أيلول 2001 حيث البداية التأريخية للدهيماء والطرف الثاني كان على رأسه صقور اليمين المتطرف الأمريكي المدعوم من الصهاينة ... بيان وصف الدهيماء بدقة جاء في كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ،  لقد تطابق بشكل يعجز عنه البيان مع الواقع طيلة هذه السنين السابقة فقال عليه الصلاة والسلام : فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا انقضت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسِي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه . شرحنا ذلك تفصيلا في المرتكز الثالث والسابع والعاشر لنظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي- الغربي (*) . منذ ذلك الوقت إستغلت إيران الصفوية هذا الصراع وغذته بطرق خبيثة لتستغل هذا الصراع وانشغال المسلمين والغرب بالصراع فيما بينهم لتنفذ الى جسد الأمة وترسخ وجودها وسيطرتها بعد أن تم إزالة العائق الرئيسي للمضي بمخططاتها المتمثل بحاجز البوابة الشرقية للوطن العربي الذي كان يمثله حكم الرئيس صدام حسين رحمه الله. فكانت بحق العدو الذي لعب من وراء ظهور الغرب ومن وراء ظهور المسلمين كليهما كما وصفه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  . نتج عن هذه الفترة الذهبية للمشروع الصفوي أن إيران إخترقت أكثر الدول الإسلامية في المنطقة بمستويات مختلفة كان في أعلاها سقوط عاصمتين عربيتين تحت سيطرتها هما حاضرة الخلافة العباسية في بغداد وبيروت عاصمة لبنان، وأوشكت عاصمة الأمويين دمشق أن تسقط فيما إستمرت الخطة للسيطرة على غزة وبدأت بزراعة بؤرالنفوذ الصفوي في اليمن والكويت والبحرين والسعودية ، أما مصر وتونس والمغرب والأردن والسودان حيث لاوجود للشيعة أصلا فبدأوا بنشر التشيع بتأسيس تجمعات ومدارس وجمعيات تحت مسمياتهم الخبيثة لتمثل مقرات لتكوين الخلايا التي ستمهد لتغلغل المشروع الصفوي في تلك الدول . كل هذا إستمر لأكثر من عشر سنوات ولكن بحمد الله جائت الثورة السورية الفاضحة الكاشفة وعرت المشروع الصفوي وأوقفت مده الشيطاني في نسيج هذه الأمة . وقد رافق هذه الفترة تراجع ثم تقوقع للمشروع الصهيوني وخسارة اليمين الأمريكي القيادة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدوث تطورات كبيرة في العقلية العسكرية التي كانت تحكم السياسة الأمريكية في فترة الرئيس بوش الإبن .
 

الصراع الإسلامي الغربي إستمر في هذه الفترة لكن مع الأسف كان المستفيد الرئيسي هو إيران الصفوية فهي الوحيدة التي كانت تقطف الثمار .الأمة الآن تنهض وتقوم من غفلتها وتستعيد عافيتها وتقاوم هذا المشروع الصفوي ، الا إن خلال السنتين الماضيتين تم ملاحظة أمر غريب في سلوكية القاعدة ، خصوصا مع بروز حقيقة المشروع الصفوي وإصطفافه خلف نظام النصيريين في سوريا في فسطاط النفاق الذي لا إيمان فيه ومحاولته المفضوحة للسيطرة على البحرين ، وأصبح واضحا للقاصي والداني وأبسط طفل أو إنسان عادي أن إيران تشن حربا لا هوادة فيها ضد المسلمين مستهدفة عقيدتهم وأموالهم وأرضهم وأموالهم وأعراضهم . هذه السلوكية الغريبة تمثلت في أن شخصية مثل الدكتور أيمن الظواهري الذي لم يكن يغب شهرا عن الإعلام بخطبه حتى أنه شمل في تعليقاته الثورة المصرية بكثير من مراحلها- لم يُر منذ ذلك الوقت ولم ينبس ببنت شفة في موضوع الثورة السورية وكأن من يقتل في بلاد الشام هم من كوكب ثان لايعرفه وكأنهم حيوانات تذبح أو يتم إصطيادها وليسوا مسلمين بشرا .....كيف لقائد القاعدة الظواهري الذي كان يبشر بالإنتصار للأمة والثأر لها أن يبقى صامتا ؟ السبب بسيط ولايعدوا أمرين: إما إن قيادة القاعدة  هي في إيران قاعدة ومستقرة لذا لا تستطيع أن تتجاوز شروط الإقامة أو ان القاعدة تلتقي مع إيران في المصالح  في تخطيطها ولا تعمل بما يضرها . أنا أرشح السبب الأول أن الدكتور الظواهري لا يزال مقيما في إيران نتج عن ذلك تنسيق في ما يجمعهم من المصالح ، وهناك الكثير من الدلائل تثبت ذلك وهي تصريحات أبو حفص الموريتاني الأخيرة عن إقامته في إيران وتواجد عائلة أسامة بن لادن رحمه الله هناك وإنتقال الناطق الرسمي بإسم القاعدة سليمان أبي غيث منها الى تركيا حيث تم اعتقاله مؤخرا . وكانت ضريبة هذا التواجد لقادة القاعدة في إيران أنهم إلتزموا بما هو في مصلحة إيران وأن لا يقوموا بما لا تريده .

 
هنالك إثبات آخر على أن القاعدة في إيران قاعدة ، هو أن القاعدة التي قامت بعمليات في أقصى الغرب وأقصى الشرق ، وضربت في عواصم البلاد الإسلامية والمسيحية في أندنوسيا وكينيا وإسبانيا وتركيا وبريطانيا في سوريا واليمن والسعودية والعراق والأردن والمغرب  ، وجندت العرب والعجم من ولد منهم في بلاد المسلمين أم من ولد في الغرب ، ووصلت الى صحاري أفريقيا وحواضر نويورك  أنها لم تستهدف إيران ، أليس من العجب أنها لم تستطع أن تجند أو أن تضرب في طهران بعد كل هذه الجرائم الإيرانية ، هل الصعوبة في إيجاد الأفراد وفي إيران الملايين من السنة الحاقدين على الصفويين من الأكراد والعرب والبلوش ، وهل المشكلة في إيجاد الأهداف وفي إيران مئات الآلاف من مقرات الصفويين من الحرس الثوري والباسيج الذين قتلوا المسلمين السنة في سوريا والعراق ولبنان وحتى في إيران .

 
أليس من العجب يادكتور أيمن الظواهري أن خلال سنتين والشعب السوري يذبح ،،،عشرات الآلاف من الأطفال تقتل وألاف الحرائر تغتصب ومئات المساجد تدمروكلمات الكفر البواح تطلق ولا كلمة صوتية أو مسجلة لك توضح موقفك ،،، أنا أعلم لماذا الصمت ،،، لا يكتمل البيان منك الا إذا تكلمت بالحقيقة بإن تضع إيران الصفوية والشيعة كأهم الداعمين للنظام النصيري وعندها لن يكتمل التحريض على القتال الا بإشراك إيران في الإستهداف وبما أن كلماتك يجب أن تمر عبر الرقيب الإيراني فكيف تقولها !

 
لذا أنا أوجه كلامي الى الدكتور أيمن الظواهري وأنا متأكد من أنه سيصل اليه لسعة ما سيصل اليه هذا الموضوع من الإنتشار وأرجوأن لا يتأخر ردك بعد أن ترتب أوضاعك وكما يلي :-

 
1- دكتور أيمن لا نريد قاعدة في إيران قاعدة إن ضاقت بك الأرض بما رحبت ولم تجد ملجئا الا هناك فاعلم ان المسلمين يخسرون أضعاف أضعاف ما يكسبون من وجودك وحياتك أو حياة من ترتهنهم ايران من القاعدة هناك .عليك أن تخرج عن صمتك وتعلنها واضحة أنك تنحاز الى أمتك في قتال المشروع الصفوي .
2- دكتور أيمن إن عدو الأمة الأول الذي يستهدف إلأمة في دينها وعقيدتها وأنفسها وأرضها وعرضها وماتملك وتلك هي كل مقاصد الشرع هو إيران ومشروعها المجوسي الصفوي وليس الغرب الآن ، وعليك أن تقود الشباب المتحمس المجاهد من القاعدة للقضاء على العدو الأول الذي قتل الملايين من السنة وأوشك أن يقضي عل كل حواضر الإسلام .
3- دكتور أيمن هل تعلم أن أعداء المسلمين يستغلون عدم قدرتك على التصريح وينسبون الكثير من مخططاتهم الإجرامية لكم وانتم لا تستطيعون الدفاع أو بيان الحقيقة ،،، في العراق إن قتلت القاعدة العشرات ممن يخالفونهم من السنة - قام الصفويون بآلاف الإغتيالات بكواتم الصوت ويقولون هي القاعدة ، إذا قامت القاعدة بتفجير ما ولسبب ما تقوم الحكومة الصفوية في المقابل بآلاف التفجيرات وتنسبها للسنة على أنهم قاعدة وفي كل الأحوال يساق المئات من أبناء السنة الأبرياء ليعلقوا في المشانق على إنهم هم الفاعلون . عليك أن تخرج وتهاجم الصفويين فقبل ساعات خرج المجرم الصفوي عزت الشاهبندر وهو المخطط الإستراتيجي للمشروع الصفوي في العراق على الجزيرة ليقول أن القاعدة هي التي تقوم بالإغتيالات لأهل السنة في بغداد هذه الأيام بكواتم الصوت (**)
4- دكتورأيمن هل تعلم أن جهود مئات الآلاف من أهل الحماس والجهاد من شباب الإسلام تبقى مذمومة بحجة الإرهاب بسبب إستمراركم في خطابكم بإستهداف الغرب دون العدو الأساسي للأمة في إيران ، أتعلم كم تأخر الآخرين في دعم الثورة السورية لمخاوف وجود شيء إسمه القاعدة ، ترى كم ستكسب الأمة لو قمت بتوجيه هذه الجهود بكلام صريح ، لا أشك أنك تؤمن به الآن ، وتوجهها للإقتصاص من المشروع الصفوي والقضاء عيه . ترى كم سيكون لجبهة النصرة من الفضل المعلى في تحرير سوريا إذا وجهتها للقضاء على المشروع الصفوي إبتداءا من شام سوريا ولبنان الى عراق الرشيد هارون إلى أرض ألأحواز وكردستان وبلوشستان . ستوهب لكم عندها أفغانستان وباكستان وإيران وقد تعود الى أرض الكنانة مشاركا مع أخيك محمد الظواهري في الدفاع عن هوية مصر . هذه هي مقتضيات نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي-الغربي(*) التي كتبناها قبل سنتين ونتبناها وندعو لها ولا زالت تتحقق يوما بعد يوم وهذه الآن أشهر إنجلاء دهيمائها فساهم وكن عونا في هذا .

 
لا تنس دكتور أيمن أن العداء والصراع مع الغرب ليس أمرا دائما فأظنك قد عايشت  الفترة عندما كان المجاهدين الأفغان في الثمانينات في تعاون وتواجد مستمر مع الغرب حتى تم طرد السوفيت من أفغانستان ، ثم تغير الحال وحدث الصراع،  والآن عاد الحال وهذه سنة التدافع في القرآن ، وقد تغيرت المعطيات والأولويات كثيرا مقارنة بما كانت عليه في العشرين سنة الماضية من الصراع مع الغرب. بالطبع لن تستطيع أن تصرح بذلك التغيير في الخطاب إن كانت القاعدة في إيران قاعدة ،،، لكنك ستستطيع أن تصرح بذلك وتكسب ثواب الدنيا والآخرة وتعود لتكون أحد قادة الأمة لإعادة مجدها وعزها وأمنها ،،،أن كانت القاعدة في إيران لكنها ،،،،، ثائرة .
 

أكررالطلب ، أرجو ردكم فأنت أفضل من سترد على هذا .
 
 
إبن عبدالله الحسني
13/2/2013
 
الروابط :
(*) نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي الغربي في مدونتنا ضوء في نهاية النفق
 
(**) تصريحات الصفوي عزت الشاهبندرفديو عرضته الجزيرة في 12/2/2012
 
 
 




 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق