الأحد، 23 فبراير 2014

القتال في سوريا - ثورة أم فتنة ؟ أم ثورة رافقتها فتنة ؟

اعترف اني عندما كتبت بحثنا بعنوان( صدق رسول الله في وصف الثورة السورية ولا يتحقق نصرها الا بثلاث) قبل أكثر من سنتين، كانت لدي منطقة غير مكتملة لم أشأ ان أتكلم فيها ، وقد كنت اقلب افكاري وارقب ما يجري علي اجد توضيحا وتفسيرا افضل لها وهي لفظة ( فتنة ) التي وردت في قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (تكون في الشام فتنة أولها كلعب الصبيان،،،،) لذا فلم اتطرق لها في بحثنا عند ذاك الا باللفظ الوارد في سرد الأحاديث دون التعليق والتفصيل . كان ذاك بسبب أن حال ثورة الشام في وقتها لا ينطبق تماما على لفظة فتنة على الفريقين  المتقاتلين كون اللفظة تقتضي ان الجانبين يجب ان يكونا من المسلمين بشكل كامل ، فجانب الثوار هم مسلمون بالكامل  بلا شك ، لكن جانب النظام لم يكن في وقتها يمثل المسلمون فيه الا جزء بسيط منه، يتمثل في اتباع النظام النصيري الذين كانوا لايزالون في الجيش او الموظفين او حتى الحزبيين من السنة وقلة قليلة جدا من المغلوب على امرهم ويعيشون تحت سيطرة النظام . ومع أن معنى كلمة فتنة في المصطلح الإسلامي كما ذكرت أعلاه لم تطلق الا لفريقين من المسلمين  لكني كنت افكر في احتمال  ان ذالك يمكن ان يتحقق من خلال ذلك الجزء الصغير من المسلمين في صف النظام النصيري وبذا يتمثل الجانب الآخر من الفتنة ، الا انني لم أرتح لذلك ابدا وقررت ان لا أصرح به حتى تتوضح هذه الجزئية بالذات ببراهين وشواهد أكثر . لكن لم تمر الأشهر الا وتتجلى الفتنة الحقيقية للنصوص  شكلا ومضمونا بعد ظهور داعش وتغريرها بألاف المسلمين من الشباب المتحمس الملتحق بالثورة، بتنسيق واختراق كامل من أجهزة المخابرات النصيرية والروسية والصفوية ، فما وجهوا أسلحتهم سوى الا صدور إخوانهم في الجيش الحر والجبهة الإسلامية وباقي فصائل الثوار، وبذلك ‘نجلى هذا الجانب المهم من حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  وبعد أن تطابقت أغلب الأجزاء الأخرى او تحققت ، بتنقل تركيز الأحداث بين المناطق والمدن ، والخلاف بين المعارضة السورية المعروف من ذلك الوقت ولحد الآن، وبعد أن تعسكرت الثورة وتمايز الناس طائفيا في فريقين، فكان النصيرين والصفويين في جانب أتو من كل مكان  بينما المسلمين في الجانب الآخر . بانت داعش الخوارج بأبشع صورة فكان لا بد من قتالها كما أمر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقد أسردنا مجموعة من النصوص التي توجب ذاك ولم يكن من ذاك بد لأن داعش أعاقت بل عطلت ثورة بلاد الشام خلال الستة أشهر الماضية
ولمن يود الاستزادة حول وجوب قتال الدواعش والقضاء عليهم فله مراجعة مبحثنا ( صراع أبناء الخليفة ورايات داعش والهرج ثلاث إشارات تقوي بعضها بعضا )
 
وهنا نضيف نصا ورد عن رسول الله صلى الله علي وسلم موقوفا لكني لم اجد تطابقا اكمل منه ولا مفردات اشد وضوحا في وصف الدواعش كما وصفهم الحديث بل لا يمكن ان تنطبق النصوص الا عليهم ولا يمكن تأويلها بغير ذاك مع إشارات الى اختلافها مع أصحابها ممن يحملون أفكارا تنبع من نفس المنهج كجبهة النصرة .تسع صفات متتاليات تنطبق عليهم بالكامل ولم تنطبق في التأريخ على أحد سواهم بل أت التسمية بارزة كاملة هم ( الدولة)

(حديث موقوف) حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، وَرِشْدِينُ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ أَبِي رُومَانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الأَرْضَ فَلا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ ، وَلا أَرْجُلَكُمْ ، ثُمَّ يَظْهَرُ -
 
1- قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لا يُؤْبَهُ لَهُمْ
2-قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ
3-هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ
4-لا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلا مِيثَاقٍ
5-يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ
6-أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى
7-وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى
8-وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ
9-حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ
 
ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ " .

إذا نستخلص من مما ورد في أعلاه وإجابة على السؤال الذي يطرحه عنوان هذا البحث ونقول إن بلاد الشام هي ثورة مكتملة الأركان ضد النصيريين والطغيان رافقتها فتنة عميقة في البنيان عمياء عن إحساس الخوارج اضطررننا لخوضها  ضدهم وقتالهم، فلن يستقيم امر الثورة السورية وتعود الى سابق عهدها في التقدم والانتصارات الا بإزالة هذا السرطان الذي مثله هؤلاء البغاة المجرمين .البعض قد يتحججن قصيري النظر أن الفتنة تعتزل وهذا معناه القعود وهذا عين الجهل بواقع هذه الفتنة كونها فتنة رافقت ثورة وليست بمفردها فالقعود في هذه الحالات هو عين ما يطلبه النظام النصيري وخطط له ابتداءا عندما أنشأ داعش بمعاونة حلفائه ومولها .
 
وكعادتنا في ابحاثنا فإننا نضع مقاطع مصورة تبرز الجانب الذي بلغته هذه الفتنة



http://www.youtube.com/watch?v=EklGJC7yOlU

http://www.youtube.com/watch?v=jAnDEdclqc8

 
 
إبن عبدالله الحسني
23/2/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق