الثلاثاء، 4 فبراير 2014

صراع أبناء الخليفة ورايات داعش والهرج ثلاث إشارات تقوي بعضها بعضا


بسم الله الرحمن الرحيم

لا يمكن إخفاء أن أحاديث الفتن وآخر الزمان لم تكن تتجلى بهذا الوضوح بالمقارنة مع أي وقت مضى  يضاف الى ذلك الإستيعاب الكامل للتطورات وفهم النصوص يجعل التطابق يكون عجيبا .
كعادتنا في ما قمنا به سابقا عند نشرنا لنظرية حلول عصر الصلح الآمن فإننا لا نبدأ بالنصوص، ولكن نبدء برؤيتنا ثم نعرض ذلك على النصوص فإن وجدنا تطابقا يكون معرفته عندها باب من أبواب الإطمئنان ، فمن أراد أن يتبع النصوص المطابقة للواقع فله ذلك ، ومن لا يقبل بهذا الأسلوب فليأخذ بالشق الأول من أبحاثنا ورؤيتنا ليعيها ويعمل بها وله أن يترك الإشارة للنصوص .
 

لا شك أن ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط هو تنافس دولي يستخدم كل الأدوات الممكنة والمتواجدة على الأرض لتحقيق أكثر المكاسب لأي طرف للسيطرة على هذه المنطقة التي ستزداد أهميتها في السنين القادمة كلما نضبت مصادر الطاقة التقليدية والرخيصة، فهي بلا شك تحوي كنزا مدفونا في باطنها ، لكن سبحان الله هو مملوك بالكامل للمسلمين السنة بشكل خاص . فالمسلمون هنا يمتلكون أكثر من 50% من الإحتياطي العالمي للنفط  قيمته حاليا مئات ترليونات الدولارات من الذهب الأسود وترتفع قيمته كلما ندٌر. هذا الكنز هو الذي جعل من يمتلك المقدرة للوصول الى هذا المنطقة أن يتنافس مع الآخرين للسيطرة عليها، وسبحان الله لم تكن هذه الأمم القادرة سوى ثلاث أمم، كلها سيطرت بشكل أو بآخر على منطقة الكنز هذه فيما مضى ، ولها الحنين بالعودة والسيطرة من جديد على هذه المنطقة وبسط نفوذها عليها . سنستخدم لفظ خليفة في بحثنا بالمفهوم القرآني الوارد في قوله تعالى وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ،، الآية ، والقصد من اللفظ الحكم والملك ، وبعد أن نعرف هذه الجهات الثلاثة  سيكون من السهولة تفسير كل ما يحدث في هذه المنطقة طيلة المائة عام الماضية منذ إكتشاف النفط فيها ولحد الآن، خصوصا بعد تفجر ثورات الربيع العربي وزوال الحكم  الجبري فيها . هذه الجهات الثلاثة هي :

1- دول الروم والغرب المسيحي حاليا :  حكم الروم وهم سواد هذه الدول هذه المنطقة عدة مرات ،ما قبل الإسلام بتنافسها مع الفرس، وما بعده أثناء الحروب الصليبية وبعد الحرب العالمية الأولى، ولا تزال تصر على إبقاء نوع من أنواع النفوذ لها في هذه المنطقة . موضوع فلسطين أو نشر الديمقراطية أوحقوق الإنسان ماهي الا مبررات ثانوية  للتدخل لتحقيق الطموح الذي يحاول تأمين المستقبل لهم. لذا فإن الغرب بنشاطه المحموم للبقاء مسيطرا أو زيادة نفوذه لم يكن سوى إبنا لخليفة حكم هذه المنطقة في ما مضى .

2-أحفاد المجوس من الصفويين في فارس : هؤلاء فعلا يحكمهم حنين قوي لإعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية المجوسية التي أنهى حكمها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد بسطت نفوذها أكثر من مرة قبل الإسلام بتنافس مستمر بينها وبين الروم، آية الروم صورت ذلك التأريخ والتنافس قبل الفتوحات الإسلامية بدقه بقوله تعالى( الم -غُلِبَتِ الرُّومُ  فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ- فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ- بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ - وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )هم يستخدمون التشيع الصفوي الخارج عن الإسلام أداة رئيسية لتغلغلهم لكنهم بحق ثاني أبناء خليفة  سابق حكم هذه المنطقة.
3-الأتراك : أحفاد العثمانيين بما يمتلكون من إرثا تأريخيا قاد الأمة الأسلامية قرونا في التقدم والإزدهار والقوة  وبما يعتقدونه بعد وصول العدالة والتنمية للحكم بقيادة السلطان أردوغان أيده الله وأعانه في مسعاه لايمكن أن يكونوا الا جزءا من هذا التنافس، لإظهار أبوتهم وقيادتهم للمسلمين السنة بل لحمايتهم في مواجهة الخطر الصفوي الذي يريد تشييع المنطقة وضمها اليه ، وبذا يكونون ثالث الثلاثة في التنافس على هذه المنطقة من الأمم ممن سيطر على منطقة كنز المسلمين .

إشارة التنافس واضحة بين هذه الجهات الثلاثة في كل دول كنز المسلمين وتعلمون ماهي هذه البقعة الواقعة في الشرق الأوسط الممتدة من الأحواز والعراق وباقي دول الخليج العربي والشام . لكن هل هناك من إشارات أخرى تدعم  إستنتاج أننا في عصر التنافس على كنز المسلمين؟ أقول نعم . فبالتأكيد أن  صراع الكبار دائما يستخدم كل الأدوات المشروعة وغير المشروعة ، المعلنة أم الخفية ، التضليل أو الإعلام أم التأثير أم التمويل أو العمالة والإختراق وحرب النيابة ، كلها أدوات مستخدمة حاليا في هذا التنافس الأممي . لكن هنا سأركز على  إستخدام أداة خبيثة زرعت في بلاد المسلمين واستغلت أسوء إستغلال ، ساعد في تنميتها ظروف موضوعية ساعدت في ظهورها ألأولي في نهايات القرن الماضي، لكنها وظفت و أستغلت أبشع إستغلال فيما بعد خصوصا من تحالف العدو الأول للأمة حاليا من الصفويين والنصيريين ومن يساعدعهم، الا وهي تمويل ودعم فكرة الدواعش وهي صنيعة إيرانية صفوية نصيرية روسية بإمتياز ، لإجهاض الثورة في سوريا والعراق، وتصوير الصراع الصفوي النصيري كونه صراع بينهم وبين إرهاب، هذه الفكرة وإن كانت قد ظهرت بقوة  في الأشهر الستة الماضية بعد منتصف 2013 الا إن مصيرها الى زوال وبان فشلها وأرتدت على شياطينها بما يحدث من تطورات في بلاد الشام . لكن العجيب هو طبيعة وصف ومظاهر الدواعش وجهة قدومهم فلا شك أن الفكرة كونها مصدرة من العراق الى بلاد الشام تحدد إتجاه القدوم من الشرق أو أبعد من ذلك شرقا كأساس للفكرة ، ومعلوم أيضا أن اللون المفضل لهم الأسود فكانت رايات سود وملابس سود وعصابات رأس سود ومبان تطلى بالأسود ،،، الرايات السود غالبا في النصوص والأحاديث النبوية لم تكن تعطي نموذجا سيئا الا في موضع واحد عندما ذكرت أنها ستقتل المسلمين قتلا لم يقتله قوم ،،، سبحان الله اتحدى أحد أن يعطيني قتلا أشد من هذا القتل لمسلمين ، منذ فرعون الى أصحاب الأخدود الى بئر معونة الى هولاكوفي بلاد المسلمين أم غيرها من البلاد أبشع مما  في هذه الصورة  أدناه ،هذه الصورة لأصحاب الرايات السود القادمة قياداتهم  للشام من العراق تحت مسمى داعش:



الصورة ملتقطة عند سيطرة داعش على مدينة جرابلس السورية قبل أيام والصورة لسياج المركز الثقافي فيها لدواعش يتبسمون وقتلاها والرؤوس المعلقة على الأسياخ هي لأفراد مسلمين من الثوار في سوريا من الفصائل الإسلامية الأخرى .
لذا فإننا نضع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقوي صحة إستنتاجنا والزمن الذي نحن فيه كما يلي :

(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنا الثَّوْرِيُّ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ ، عَنْ ثَوْبَانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُقْتَتَلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ هَذَا ثَلاثَةٌ كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةٍ ، ثُمَّ لا يَصِلُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ ، ثُمَّ تُقْبِلُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلا لَمْ يَقْتُلْهُ قَوْمٌ ، ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ ؛ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ . وَإِسْنَادُهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ .
 

ما يشير اليه الحديث هو بشارة للمسلمين في دول كنز المسلمين، أن على الرغم من كل هذا التنافس والصراع بين الأطراف الثلاثة وإستخدام كل الأدوات والأساليب الممكنة لهم فإن كنز المسلمين سيبقى لأهله وبهذا بشارة واضحة لنا أن إيران الصفوية ستفشل في مسعاها لإخضاع والسيطرة على بلاد المسلمين ، هذا ينطبق تماما مع نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي الغربي التي وضعناها قبل ثلاث سنوات وهي تزداد تحققا يوما بعد يوم وستنتهي بإذن الله  إلى تقسيم إيران غنائم للمسلمين .

هذا هو رابط  النظرية  (حلول عصرالصلح الآمن الإسلامي-الغربي )


 
الإشارة الثالثة التي تدعم إستنتاجاتنا ولا يمكن أن تتكرر بمثل هذا الوضوح هي كيف لهؤلاء أن يتبسموا أمام رؤوس المسلمين؟ لاجواب الا فقدان العقل السوي لهؤلاء الدواعش بتصرفاتهم هذه في القتل فلا يمكن أن تتكرر المئات من أحداث القتل الفضيعة وأساليبها ضد مسلمين من أناس يدعون أنهم مسلمون الا من أشخاص فقدوا عقولهم أو غيبت، أو غسلت حسب المصطلح الحديث ‘‘ سأضع لكم شريطا مصورا لداعشي صحى من نوبة جنونه وفقادانه لعقله ، واسمعوا ما الذي يقوله لما قبل ولما بعد صحوته كيف بدأ بالقتل وكيف إنتهى به الحال . هونموذج واحد من نماذج كثر عن صحوة لهؤلاء من تغييب عقولهم عندما أرسلوا لقتال المسلمين في سوريا ،في لحظة يكتشفون أنهم كانوا مغيبين، فحادثة أسر من هجموا على مدرسة المشاة في حلب ثم إلقائهم السلاح وبكائهم بعد ذلك،  وذلك البوسني الجريح، وهذا الأخير الذي ستسمعون له - كلها نماذج ولكن غيرها كثير . ان الدواعش في صفهم الأول أما يكونوا مخترقين أو عملاء للروس والإيرانيين والتصيريين، وأما قواعدهم فهم مغرر بهم مغيبة عقولهم فمنهم من صحا ومنهم لا تسعفه حياته القصيرة معرفة حقيقة وضعه وأي جرم هو فيه، وما أقصر حياتهم قبل أن تنهيهها مفخخة أو مهمة حمقاء يرسلهم اليها شياطينهم .

الفديو لداعشي فقد عقله فهجم على الثوار  في مدينة الراعي في سوريا قبل أيام وعندما عاد له عقله يتعجب كيف كان ولم كان
 
 


 

لا أستطيع أن أفسر ماحدث من جنون جنود الدواعش الا أنه تضليل وتغرير وذهاب عقل أسهم في قتل المئات بل الآلاف من خيرة المسلمين وعندما نعرض هذا على النصوص فلا نجد تطابقا في تأريخ المسلمين كالتطابق الذي يصفه حديث الهرج لقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  بما أخرجه الإمام أحمد، وابن حبان في "صحيحه"، وهو في "الصحيحة" (1682) عن أبي موسى قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
"إن بين يدي الساعة الهرج" قالوا: وما الهرج قال: القتل إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضاً، حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه، قالوا: ومعنا عقولنا يومئذ؟ قال: إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء". وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (19231).
هذا الحديث الأخير يقودنا الى إستنتاج ذكره الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  عن هؤلاء الدواعش الخوارج كونهم  يحسبون أنهم على شيء وهم ليسوا على شيء وعندها لا مناص من إقتلاعهم من الجذور والقضاء عليهم لقوله صلى الله عليه وسلم
في الصحيحين أيضا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية ، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة } .
لكن في هذه الرواية التالية يكون الإنطباق أشد علىيهم في بلاد الشام والوعيد بتصفيتهم ذلك بإنشغالهم بقتال الثوار وتركهم الجبهات مع النصيريين والصفويين في ما قاله صلى الله عليه وسلم عنهم (يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)
 

إبن عبدالله الحسني
4/2/2014






·      صفحتنا في الفيسبوك ( حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي-الغربي) ارجوا المتابعة والإعجاب


·       حسابنا في تويتر  ارجو المتابعة
https://twitter.com/BinAbdullah2011


 

 ·      مدونتنا ضوء في نهاية النفق وتحوي العشرات من المواضيع والأبحاث المشابهة




 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق