السبت، 2 فبراير 2013

رؤية وإستراتيجية للأمة تمتد لما بعد الأنوف وما تحت الأقدام


لو كان كل ماذكرته قبل سنتين في نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي الغربي واقعا متحققا في حينها لما أسميتها نظرية ولم يكن لها قيمة عند ذاك سوى المقدرة على التحليل . لقد تكلمت و أتكلم عن ما سيحدث في الحاضر والمستقبل بقراءة واعية للمشهد وطبيعة المواقف والتحركات ترافق مع ما وجدنا وجعلنا نطمئن له من إخبار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. تكلمنا عن إنتصار ثورة ليبيا واليمن وعودة حماس لحضنها العربي ووصول لإسلاميين للحكم وإتحاد الأكراد والعرب السنة في العراق وتقوقع إسرائيل وسياستها ومواقف الصين وروسيا المناهضة للثورة السورية وكل هذا حدث لاحقا بينما لم يكن لذلك أي وجود عند نشر النظرية .

سؤال يثار : لماذا تنشر توقعات وما الحاجة لذلك ؟ أجيب أنها إستراتيجية توضع للأمة ، تحول عملها في زمن نهضتها وخلاصها من ردود أفعال الى مخطط مدروس تتلاحق مراحل تنفيذه لهدف محدد . عند ذاك نختصر الطريق ونحدد الهدف والسبيل ونقلل من ضياع الجهود بالتشتت أو التصادم بين عناصر الأمة نفسها . وبالتأكيد سيكون في سياق ما بشر به وأخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فعندها سيكون ذلك يصب في صالح الأمة وخيرها بإذن الله .

 المرحلة الحالية خصوصا في سوريا هي مرحلة تعزيز التحالف الإسلامي الغربي وسيحدث هذا بما لا يتصوره الكثير . هل سمعتم بتصريحات معاذ الخطيب عن الطلب للأطراف الخارجية أن يقوموا بقصف مقرات قيادات النظام اليوم -هل هو يقصد إستيراد هنود أم طائرات وطيارين من الفليبين للقيام بذلك ... هو يتكلم في سياق بناء هذه المواقف للتحالف الإسلامي الغربي التي تأخر بنائها نتيجة تأخر ثوار سوريا في تحقيق شرطنا الثالث الذي وضعناه لهم في موضوعنا ( صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف الثورة السورية ولا يتحقق نصرها الا بثلاث ) فقد نفذوا شرطي عسكرة الثورة وتحقيق طائفيتها ضد النصيريين وبقي الشرط الثالث وهو التحالف مع الروم الذي تأخر لأنهم لم يحددوا بصراحة أن عدوهم الرئيسي وهدفهم التالي بعد إنتصار الثورة السورية هو المشروع الصفوي وأركانه وإيران . ولكن الآن يتم التركيز لبنائه خصوصا بعد تشكيل الإتلاف السوري وإعادة إنتخاب أوباما . لا يمكن رفض أحد توقعاتنا وزمنه لايزال يجري ،،، يمكن إلغائه إذا مر زمانه ولم يتحقق، مثال ذلك عندما تنتصر الثورة السورية والعراقية ولم يشارك الغرب في ذلك ،،، للعلم أن المشاركةالغربية في هذه المرحلة ستكون لوجستية وتكنولوجية ودعم للمواقف السياسية في المجتمع الدولي وضغوط إقتصادية علىالنظام النصيري لا أكثر مقابل منفعة مادية مدفوعة مقدما . بل أن الثقل الأكبر البشري للتنفيذ وتحقيق النصرسيكون على المسلمين بعموم أفرادهم بتشكل جند الشام وجند العراق وبأموال أغنيائهم خصوصا الخليج وإنطلاقا من أراضي دولهم خصوصا بلاد الشام وتركيا .

الموضوع أعلاه في سياق ردي على إستفسار لأحد الأخوة في أحد المنتديات

إبن عبدالله الحسني

2/2/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق