الخميس، 7 يناير 2016

ما الذي سينتج عن الإعلان الرسمي لإفلاس العراق خلال 100 يوم؟


 
العراق متوجه للإفلاس ومع ذلك لا تخفيض ولا ترشيد ولا تقشف أت،، بل يبدو أن إيران تدفع للإسراع بالإفلاس. واضح أنها وعمائها قد تهيئوا لذلك مما سيؤدي الى فرض حالة تقسيم، وهو ما سنفصله في الفقرات التالية.

على الرغم من الإعلانات الرسمية أن خزينة الحكومة العراقية خاوية، وأن الحكومة لن تستطيع دفع الرواتب بعد شهر أبريل/ نيسان، وعلى الرغم من استمرار أسعار النفط بالهبوط وكسرت حاجز ال35$ ،،، لكن المستغرب أن الحكومة (برغبة خبيثة من إيران) مستمرة في نفس نهجها المسرف، خصوصا استمرار منافع الحيتان الكبار من المسئولين والوزراء وأعضاء البرلمان، وكذلك البنك المركزي مستمر بنزف الأرصدة الأجنبية بنفس المعدلات العادية السابقة لتتحول الى بطون الفاسدين والسراق ، وهو ما أعترف به أحمد الجلبي قبل موته بأيام ،،، وفي المقابل تتصاعد ضغوط عملاء إيران على العبادي لاستمرار وزيادة الإنفاق على الحشد الشيعي متحججين بتحرير الأنبار والموصل ، وتصريحات قيس الخزعلي الأخيرة خير مثال على هذه الضغوطات على الرغم من أن المناطق السنية بدأت تتحرر بأيدي أهلها السنة وهم لا يريدون من الحشد الشيعي أن يشارك فيها. بل بات الخزعلي يطالب بقتال القوات التركية وإخراجها من العراق بالقوة وهي التي أتت لمساعدة العراقيين وتحرير الموصل من داعش.

هذه التصرفات الحكومية والتصريحات المليشياوية الشيعية من الواضح أنها لا تريد إبعاد العراق عن الإفلاس، بل أنها تدفع لإفلاسه بأسرع وقت ممكن، وتتمنى ذلك غدا وليس في شهر أبريل/نيسان. بل أن المسئولين خصوصا الموالين لإيران يزيدون من جرعة الإعلان عن قرب الإفلاس دون أن نرى أي إجراءات للمعالجة أو التقشف في المقابل،،، فما الذي يعنيه هذا؟؟؟؟ يعني أن إيران وميليشياته ترتب الأوضاع وتتأهب للانقضاض.

الخطورة في عمق المشكلة التي يمر بها اقتصاد العراق أنها وصلت الى رواتب موظفي الدولة، وعدم قدرة الحاكم على دفع الرواتب التي تبقي الموظف يعمل معناه اختفاء الدولة خصوصا مع غياب أي أمل بانتهاء الأزمة لتجعل الموظف يصبر. فالعراق انهارت كل أركانه الاقتصادية وتحول الى بلد يعيش بالكامل على إيرادات بيع نفطه بعد الاحتلال الأمريكي وخلال حكم عملاء إيران، مكبلا بعقود مع شركات الاستخراج الأجنبية، وبأسعار النفط الحالية لا يبقى من قيمة المبيعات شيئا تستلمه الخزينة العراقية بعد استقطاع حصص شركات الاستخراج والمحافظات المنتجة. موارد العراق واحتياطياته النقدية تم نهبها خصوصا خلال سنوات حكم المالكي الثمان، من خلال الفساد ومن خلال تمويل الشيعة يترأسهم المالكي لمشروع إيران الصفوي في المنطقة، حيث بلغت الأموال المنهوبة التي تم تسريبها لإيران أكثر من 500 مليار دولار، وفي السنة الأخيرة من حكم المالكي الذي لم تعرف له ميزانية بلغت المصاريف 170 مليار دولار. وقد اعترف العبادي بداية تسلمه رئاسة الوزراء أنه استلم خزينة فارغة من المالكي بل محملة بالديون دون أي حسابات. وهذا ما سيؤكد أن في ظل دولة مفلسة وموظفين لا يستلمون رواتب فإن الدولة ستنهار جملة واحدة. بالطبع إن الانهيار قادم وهو بالضبط ما تريده إيران وخادمها المالكي وميلشياتها. السيناريو المفضل لإيران لإحداث الانقلاب هو عجز الدولة وتفلت موظفيها وحدوث الفوضى لتدخل إيران بحرسها الثوري وميلشياتها لتستولي بالكامل على المناطق التي لها نفوذ فيها وهي المناطق التي نحددها دائما أن حدودها دولة سومر الشيعية في وسط وجنوب العراق. وتبقى المناطق شمال سامراء وغرب الفلوجة بيد من سيسيطر عليها من السنة بدعم من التحالف أم من الدواعش، وبالتأكيد سيسعى الأكراد في كردستان ليكونوا في حل من أي التزام ويتوجهوا للانفصال من العراق، ضمن المساحة التي يسيطرون عليها الآن، وهو خيار مفضل بالتأكيد لغالبيتهم، بعد التوافق مع دول الإقليم حول ذلك، ولهذا أعلن الرئيس مسعود البرزاني بالأمس أنه ينوي طرح موضوع استقلال كردستان للاستفتاء.

مجتهد العراق يؤيد حق الأكراد في الانفصال، لأن هذا الانفصال سيبقي الأرض لأصحاب الأرض، بعكس جمهورية سومر الشيعية التي تخطط إيران لضمها لها لتكون خط الدفاع المتقدم والأخير عن مشروعها، حيث ستدور معركتها الأخيرة هناك، وهي تطمع إن انتصرت في ذلك لضم نفط العراق المركز هناك الى نفط الأحواز العربية، لتستولي عند ذاك على أكبر احتياطي عربي في العالم. لذا وكما نشرنا مرارا سيتم التصدي لمحاولة إيران هذه من قبل التحالف الإسلامي الغربي وسننتصر عليها، التحالف الإسلامي الغربي ذكرنا تفاصيله وبشرنا به مبكرا قبل أكثر من أربع سنوات في نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي الغربي. أما السنة العرب في المنطقة المتبقية من العراق، وتتمثل في أجزاء من ديالى وصلاح الدين والموصل والأنبار، فيجب عليهم أن يكثفوا الجهد مع التحالف الدولي خصوصا الأمريكان والغربيين في قواعدهم داخل العراق ومع تركيا والأكراد في الموصل ومع الأردن ودول الخليج لتحقيق النصر على داعش، وتحرير أرضهم منها، وفرض إرادتهم على مناطقهم بأي أسلوب ممكن: إقليم سني أو الحكم بواقع الحال، لكي تكون بعد ذلك مناطقهم منطلقا لتحرير باقي مناطق العراق من نفوذ إيران وعملائها.

ما ذكرناه سابقا من مخططات إيرانية لا يعني بالضرورة أنها ستنجح، لكننا في مقالنا هذا وددنا التركيز على ما يخطط له الإيرانيون وعملائهم من الشيعة في العراق. قد لا تكون إيران بتلك القوة التي ستتحدى التحالف الإسلامي الغربي لفرض ذلك، لكن مع ذلك ستكون محاولة يائسة منها لا يمكن حصر الأضرار التي ستلحق بالجميع منها،،، إلا أن ما نحن متأكدون منه أن إيران ستفشل، وسيرتد عليها هذا التخطيط الشيطاني المجوسي لتهتز أركانها وتتقسم في النهاية هي وليس أرض العراق.

 
مجتهد العراق
7/1/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق