الأربعاء، 15 أغسطس 2012

نظرية حلول عصر الصلح الآمن تصل لمرحلة مفصلية في طريق تحققها ( إنهيار النظام النصيري والبدء بمرحلة تدمير حزب الشيطان في لبنان)



بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الموضوع يعتبر متابعة وإضافة لنص نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي الغربي ومرتكزاتها العشرة المنشورة منذ أكثر من عام وهوجزء من سلسلة من الدراسات التابعة التي تخص صحة نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي- الغربي وتطابقها مع الواقع وتقرأ معها ويتم نشره كتوجه إستراتيجي لتوحيد التوجهات وتحديدها للوصول للأهداف بأسرع وأفضل طريق .
تنص نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي الغربي في نصها على ما يلي  : ( فيما تستمر الأحداث في سوريا في تصاعد وتزداد الضغوط الشعبية والغربية على النظام العلوي السوري ، منها زيادة العقوبات والحصار عليه حتى ينهار  ) ثم تنتقل النظرية  في نصها إلى مرحلة القضاء على حزب اللات اللبناني وتقول (ستتجمع وتتمركز قوة التحالف البشرية والمادية في بلاد الشام بعد إنتصار الثوار في سوريا ( أي في سوريا والأردن وأجزاء من لبنان) ليكمل ضغطه على حزب الله اللبناني حتى ينهار . ) وهذه هي  المرحلة المفصلية المقصودة في عنوان موضوعنا أعلاه ، أود إعطاء صورة موجزة عن ما يجري وهو يتماشى بشكل دقيق مع مسار النظرية ثم أتبعها ببعض التوصيات .


الوصف لأهم التطورات حاليا  بتأريخ 15/8/2012:
1-    بات من الواضح تدحرج النظام السوري النصيري نجو الإنهيار  يمثل ذلك كثرة الإنشقاقات وصلت الى مستوى رئيس وزرائه وسيطرة الجيش الحر على مناطق واسعة من سوريا تصل الى 70% منها أجزاء واسعة من مدن مهمة كحلب وريفها وحمص والرستن وريف دمشق وباتت أغلب الأرياف والحدود خارج سيطرة النظام . وإزداد بطش النظام وزادت عمليات القصف عن بعد وإستخدام الطائرات وهو يدل على قلة ما يمتلكه من مرونة في توفير القوات البريةونقلها .
2-    الجيش الحر أصبح أكثر تنظيما وأفضل تسليحا لكن لايزال ينقصه الكثير خصوصا الذخائر ومقاومات الطائرات والأسلحة المتوسطة والثقيلة لكنه يتسلح بعزيمة قوية وإيمان راسخ بنصر الله . مع ذلك فمن الواضح أن سياسة الغرب في هذا الأمر هو إبقاء نوع من التوازن  العسكري لإحداث حرب إستنزاف تدمر أسلحة الجيش السوري للآخر حتى يضمن الغرب أن  الثوار بعد الإنتصار ليس بإمكانهم مهاجمة أو مجابهة إسرائيل . وهذا هو السبب الحقيقي لعدم الوقوف بقوة مع الثوار وذلك لغياب القيادة التي يضمن توجهاتها بأنها محصورة بتدمير المشروع الصفوي بعد الإنتصار وهو بالطبع يبحث ( أي الغرب) عن ضمان يحمي إسرائيل  مستقبلا.
3-    الأردن وتركيا متوجهة بشكل واضح لتكون ساحة مجابهة عسكرية مع الصفويين عبر حدودهما المشتركة مع سوريا .
4-    الأكراد العراقيين إنحازوا  متمثلين بجماعة البرزاني بالكامل نحو التحالف الإسلامي الغربي وحدثت القطيعة الكاملة مع حكومة بغداد الصفوية وقد بدأت حكومة الصفويين تهاجمهم وتهاجم الأتراك على حد سواء . وصول وزير خارجية تركيا الى كركوك عبر كردستان العراق يمثل دليل واضح على هذا الإفتراق وهناك عشرات الأدلة الأخرى للخلاف الكردي مع حكومة المالكي في الآونة الأخيرة.
5-    لازال النظام السوري وأسياده  الإيرانيين يحاول اللعب بورقة أكراد تركيا والقاعدة وفشلوا بشكل واضح  داخل سوريا وفشلت مؤامرته الدنيئة في لبنان بعد القبض على ميشيل سماحة وآخرها فشلهم في سيناء مصر عندما حركوا خيوط التطرف فيها ضد مصر لتشتيت التركيز العالمي  عن مايجري في سوريا من قبل لنصيريين وتخفيف الضغط عليهم.
6-    مصر تسير بشكل جيد للطلاق التام مع الصفويين وبات الإسلاميون يرسخون أقدامهم بفوة بغد القرارات الجريئة للرئيس محمد مرسي وقامت دول الخليج بدورها الجيد في إحتضان القيادة المصرية الإسلامية تمثلت بزيارة مسئولين إماراتيين للقاهرة وزيارة أمير قطر لها وما نتج عنها والنتائج الإيجابية لزيارة الرئيس المصري للسعودية .
7-    الوضع في لبنان على حافة الإنفجار خصوصا وإن حزب الله اللبناني أصبح يتصرف بشكل مفضوح في وقوفه الطائفي مع المحور الصفوي النصيري فهي معركة حياة أو موت بالنسبة له .
8-    أهم شيء في كل ما جرى أن الشعب السوري والكثير من مناصريه وصلوا المرحلة التي لا تراجع فيها عن بقائهم في ثورتهم حتى القضاء على النصيريين وحلفائهم الشيعة الصفويين في كل من إيران ولينان والعراق وهو المهم لتحقيق أهداف نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي الغربي المتمثلة بإزالة حكم النصيريين في سوريا وتدمير حزب اللات اللبناني ثم القضاء على سيطرة الصفويين في العراق وأخيرا تقسيم إيران . النفوس الآن معبأة حقدا وغلا ضد كل ما هو شيعي صفوي وإيراني والجميع يعلمون أن لا نصر ولا سلام في المنطقة ولا يمكن أن تتمتع سوريا بإنتصار ثورتها الا بعد القضاء على رؤوس الأفاعي في بيروت وبغداد وقم وطهران . هم أصبحوا  يؤمنون بعسكرة الثورة وطائفيتها  الموجهة ضد النصيريين ويطلبون الدعم والتحالف مع الغرب ومع باقي المسلمين ضد الصفويين وهذا ما كنا ندعوا له منذ سنة تقريبا في موضوعنا المتعلق بشروط إنتصار الثورة السورية  المسمى (  صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف الثورة السورية ولا يتحقق نصرها الا بثلاث ) .
9-    لا زالت المعارضة السورية متخبطة ودون رأس وهو يطابق لتوقعاتنا السابقة حول ذلك  الواردة في موضوعنا الوارد ذكره في النقطة 8 أعلاه  .
التوصيات :
بالإضافة الى ما أوصينا به سابقا في مواضيعنا السابقة وبشكل عاجل يحب التحرك كل من موقعه وضمن إمكانياته للقيام بما يلي
1-    يجب التحرك  بسرعة لدعم الجيش السوري  الحر والتهيء لمساندة مواقف تركيا والأردن صد النصيريين تصل الى حد إعلان التحالف العسكري  . هذا أكثر أهمية من التنسيق مع المعارضة السورية السياسية فهي متفرقة وأن المرحلة تحتاج الى قيادة عسكرية تقود الثورة حاليا وبعد إنهيار نظام النصيريين حتى تستمر في عملها العسكري بعد إنتصار ثورة سوريا ضد حزب الله اللبناني وصفويي العراق وجعل أرض سوريا  مقرإنطلاق للتحالف الإسلامي الغربي وهو مصداق لبشارة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حول ذلك في حديث الصلح الآمن . هذا التحرك يجب أن  يكون إسلاميا روميا غربيا و لا يحرص على أن يكون من خلال مجلس الأمن فهذا طريق مسدود نبهنا على عدم فعاليته ضمن المرتكز  الخامس للنظرية وضاعت أشهر كثير في لهاث حول سراب إمكانية الوصول الى قرارات داعمة من مجلس الأمن)
2-     يجب على كافة المسلمين وحلفائهم الغربيين  أن يبدأوا التنسيق  الفعلي مع سنة لبنان وتهيئتهم لقابل الأيام  تنظيما وتسليحا و هم اللذين سيمرون بأيام عصيبة  في مواجهة حزب  اللات اللبناني فهم الآن  يقفون على رأس  توقيت المهمة التالية للنظرية.
3-    يجب أن تبرز قيادات سورية تتحالف مع الغرب وتعتبر عدوها الآساسي إيران ولا تحصر الثورة في سوريا في إطارها الوطني المحلي . أهمية ذلك أنه يهديء من مخاوف إسرائيل ويفتح الباب واسعا للتحالف القوي مع الغرب ويعجل في إنتصار الثورة ويحافظ على ما تبقى من أسلحة الجيش السوري لإستخدامها لاحقا ضد حزب الشيطان اللبناني وفي عمليات التحالف الإسلامي الغربي اللاحقة للقضاء على سلطة الصفويين في العراق وهذا هو المسار المحدد الذي ترسمه النظرية ولا تزال تسير بموجبه بدقة.
4-    على الغرب أن يفهم أن الأمور متجهة لإعتبار إيران هي العدو الرئيسي للمسلمين وليس اليهود اللذين يمكن التفاهم معه للبقاء في فلسطين كمواطنيين مع إعتبار حقوق الفلسطينيين . ويجب أن يشجع اليهود في إسرائيل لكي يشكلوا أحزابا سياسية تؤمن بهذا الأمر على أساس التعايش الوطني في فلسطين لكل الطوائف والأديان كما كانت فلسطين وبلاد المسلمين في كل تأريخها  .
5-    نؤكدعلى تشجيع الشباب المتحمس ذوي الطاقة العالية للمساعدة في عمليات التحالف ضد التحالف الصفوي الإيراني في مراحله القادمة وفي ذلك زيادة من تأييد الشعوب لحكوماتها وتماسك أكبر للجبهة الداخلية الإسلامية وهو مصداق لما أخبر به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ودعا له للإلتحاق بجيش الشام .
6-    كما نؤكد على أهمية تبني نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي الغربي والترويج لها من قبل المؤيدين ومن يؤمن بها في كل مجالات النشر والإعلام والحوار وسأستمر بإذن الله بدوري في الترويج لها وإبرازها لتحقيق ما ورد فيها وما ذكرناه في أعلاه حتى تحقيق أهدافها .

إبن عبدالله الحسني
14/8/2012

يرجى متابعة آخر ما ننشره في مدونتنا ضوء في نهاية النفق وفي صفحة النظرية في الفيسبوك و حسابنا في تويتر  . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق