السبت، 26 يناير 2013

خطاب إلى الدكتورعبدالملك السعدي - الإقليم السني ضرورة إستراتيجية وفق الكتاب وهدي النبوة

أمام رأي قد يأخذ الأمة الى كارثة ويعين أعدائها على الإجهاز على ما تبقى من عناصر ديمومتها وبقائها خصوصا إن صدر من شخصية تصدرت الحراك السني العراقي في بدايته يمثلها الدكتور عبدالملك السعدي لا يمكن أن نقف مجاملين ويجب أن نقول له قد أخطأت خطأ جسيما في فتواك بتحريم الدعوة الى الإقليم السني  .  نحن لا نمنع أن يحتفض كل إنسان برأيه لكن أن يحوله الى فتوى خصوصا تحرم فعلا من أفعال السياسة الدنيوية التي أصلها الجواز الا في موضع النصوص الشرعية القاطعة  فهذا يعني أنه يحاول أن يضع لنفسه نوعا من أنواع ولاية الفقيه التي هي أبعد ماتكون عن تفكير وقبول أهل السنة والجماعة من المسلمين بل أنها تمثل جزءا من إختلافنا العقدي والسياسي مع الصفويين  الجدد في إيران ،، لذا سوف لا أتعامل مع رأي الدكتور السعدي  كونه  فتوى بل هو رأي وأحثه على التراجع عنه حتى يحافط على مكانته التي نحملها له ويحملها له الناس . ونقول في بطلان رأيه ذاك مايلي :

 أولا :  إن أصل الهجرة الواجبة الواردة في قوله تعالى  إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا  معناه أنك تترك الأرض التي تحب الى الأرض التي تتمكن فيها من إمتلاك نفسك وقرارك  ودينك خصوصا إن كان دينك  ووجودك هو الذي تفقده  في الأرض الأولى وهو كما ترون من الآية الكريمة واجب العمل به وتوعد الله من يجعل الإستضعاف مبررا إن فقد دينه أو إمتلاكه لأمره . والإقليم  السني يوفر  الحل لذلك ويوفر بيئة تحافط على دين المسلمين و تهيء لهم الأرضية لتثبيت أنظمة حكمهم وتعليمهم وعقيدتهم وأمنهم وإقتصادهم ومعيشتهم،،، فلم الإصرار على البقاء مستضعفين . لذا فإن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وعى هذا وأمر أصحابه بالهجرة الى الحبشة ثم الى يثرب والتحق بهم بعد ذلك وفارق أحب البقاع الى نفسه مكة  . هذا يجعلنا  تنتخذ القرار بسقف مرتفع جدا من الخيارات يصل لأن نتخلى عن جزء من أرضنا لنمتلك قرارنا وليكون هدفنا بعد أن يقوى عودنا العودة من جديد الى ما تركنا . إن كان ديننا يسمح لنا بالذهاب لذلك المدى إن كانت الضرورة بل يأمرنا  به في ظروف مثل هذه فكيف بموضوع الإقليم الذي سيبقي لنا صلاتنا وامتداداتنا مع باقي أرضنا حاليا  .

 إذا أخطأ الدكتور السعدي في تحريمه للأمر وعليه أن يتراجع إحتراما لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .وأذكره أنه يقيم خارج العراق هو وأغلب إخوته ومن بقي منهم قتل رحمه الله، فهل يأمن على نفسه في إقامة دائمة في داخل العراق خارج منطقة الإقليم السني، ولا أعتقد أنه يؤمن جازما في نفسه أن مستقبل المسلمين السنة بخير في المناطق التي يسيطر عليها الشيعة بأغلبية ، وهو ماتفعله حكومة الصفويين طيلة السنوات العشر الماضية من  تقتيل وتشييع وتهجير لأهل السنة من  المناطق الشيعية أو المختلطة الا إذا إعتقد الشيخ أن التشيع جائزومقبول ولا يختلف عن دين أهل السنة والجماعة الإسلام  .

 ثانيا : كما إن  في صلح الحديبية  إشارة بليغة لهدي النبوة حيث تخلى رسول الله  عليه الصلاة والسلام عن نصرة أخوة الدين برد من يأتي اليه مسلما من قريش بدون موافقة وليه . أكان هذا خذلان للمسلمين الجدد  أم كان له هدف إستراتيجي لعقد الصلح  للمحافظة على إستمرار تمكن المسلمين على ما كانوا يسيطرون عليه  كدولة وأرض الى أن يجدوا فرصة أفضل تزداد فيها قوتهم وعديدهم وتحالفاتهم مع غير المسلمين ثم يعودوا  بعدها فاتحين . في هذا رد على من يقول إن الإقليم السني سيسيء الى وضع السنة في المناطق المختلطة . ونحن نقول إن السنة الآن لايوجد من يحميهم لا في  المناطق التي هم فيها أقلية ولا أكثرية  فإن تركوا كذلك إما أن يقتلوا أو يهجروا أو يشيعوا فعلى الأقل نسيطر على أرض هم فيها أكثرية حاليا يملكون قرارهم ويأمنون فيها ويوفرون من خلالها مفرحماية  وبصيص  أمل لغيرهم  من السنة في المناطق الأخرى . بل أن السنة إن تمكنوا من جزء من أرض العراق سيقومون بالتأكيد بتشكيل أحزاب ومنظمات وجمعيات سنية سيدخل فيها السنة في خارج الإقليم وعند ذاك سيكون لسنة العراق من خارج الإقليم ظهرا يحميهم كما هو قائم الآن بالنسبة للأكراد في إقليمهم  داخله وخارجه .  إذا نحن لم نصل الى الحد  إن شكلنا الإقليم السني الذي نتخلى فيه عن نصرة السنة خارج الإقليم  وأن نمنعهم منه بإنقسام كما فعل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لمصلحة  في حينها ، بل أن صلات السنة في الإقليم السني داخله وخارجه ستستمر وفي ذلك  رد على من يتعذر عند معارضته للإقليم بأن الإقليم سيضر مصالح السنة خارجه .

ثالثا : ثم إن قرار الإقليم هو مؤقت في تفكير أي سني ذلك  لأنه يقتفي أثر النبوة وهديها كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته الى يثرب لتأسيس دولة ثم عقد صلح الحديبية ليتحالف مع غير المسلمين لتقوية موقعه وينتظر فترة من الزمن لتزداد قوته وعديد أصحابه وعندما حس أن تمكنه وقوته بلغت الحد التي يمكن من خلالها التقدم الى مكة وفتحها فعل هذا دون تردد. في هذا تحديدا تكمن الغاية من الإقليم - أن تمتلك أرضك وتنشأ تحالفات مع غيرك وحتى مع غير المسلمين وتستعيد قوتك  ثم تعود لفتح العراق كله . نظرية حلول عصر الصلح الآمن وهي تستقرأ هدي النبوة وما بشر به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  تضع هذا السيناريو بالكامل . ونكرر مرة أخرى مؤكدين  على  أن الهدف  من إقامة الإقليم هو أن تسيطر على أرض تجعلها منطلقا لتحرير باقي المناطق عندما تكتمل سيطرتك على قرارك وتستعيد قوتك وتشكل تحالفاتك ومن خلاله تقوم بإضعاف عدوك  لتنطلق منه لتحرير باقي الأرض وهذا مافعله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما عاد بجيشه ليفتح مكة... غاب مع الأسف عن الدكتور السعدي النظرة الإستراتيجية والحلقة الأقوى التي يمتلكها الإقليم السني لإضعاف أعداء الأمة من الصفويين، في حين أن الصفويين تنبهوا لذلك مبكرا ، كونه  إقليم سني ممتد من تركيا الى حدود السعودية  وهو يضعف العدو الصفوي ومحوره الممتد من طهران الى لبنان كونه يقطعه  جغرافيا بشكل عمودي الى نصفين يسهل التدمير و التعامل مع كل  جزء منهما على حدة  .

كلامنا في النقاط الثلاثة أعلاه ليس وليد اللحظة إنما نشرناه قبل سنتين في نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي الغربي في المرتكز الثاني وكنا أول من ذكرنا ذلك ودعونا له بشكل مكتوب ونشرناه  و الذي رسم صورة لمستقبل العراق وحراكه الذي بدأ الآن وقد أتى متطابقا مع ما ذكرنا . الم تروا كيف إتحد الأكراد والعرب السنة وكيف بدأت الدعوات للإقليم وكيف تآخت الثورة في سوريا والعراق والأحواز وكيف هي مواقف الأتراك وأهل الخليج .

وهنا سأضع نص ماقلنا قبل سنتين ومادعونا له وقارنوه بما يحدث وما تحقق لحد الآن ، النص  مأخوذ من المرتكز الثاني الخاص بالثورات العربية وفي الجزء المخصص لثورة العراق  من نظرية حلول عصر الصلح الآمن الإسلامي الغربي  ويمكن قراءة النظرية ومرتكزاتها  في مدونتنا ضوء في نهاية النفق على هذا الرابط .

http://binabdullahalhasani.blogspot.com/2011/08/2011-1432.html

المقتبس :

 (((   أما سنة العراق فتحركاتهم الحالية هي فعلاً تمهد للتحالف بما يمثله العراق من فاصل جغرافي مهم يقطع الصلة الجغرافية بين جانبي المحور أو الهلال الشيعي الممتد من غرب أفغانستان إلى لبنان، فمحافظات الأنبار والموصل السنية إن امتلكت قرارها ستقطع الاتصال والعمق الإستراتيجي للجانب الغربي مع الجانب الشرقي من الهلال الشيعي، قليل من المراقبين انتبهوا إلى حقيقة تعامل الشيعة في العراق مع موضوع الفدرالية ، فبينما كانوا إلى وقت قريب يهرولون إلى سلخ الجنوب العراقي بثروته النفطية بإقليم سموه إقليم الجنوب وتفريغ بغداد من سنتها لإنشاء أقليم مستقل أخر فيها وفصل ديالى السنية بإقليم ضعيف يحاذي إيران وتشجيع الأكراد على تكريس الإنفصال و عزل السنة العرب الباقيين في إقليم يخصهم في غرب العراق شحيح الموارد النفطية ، تغيرت النبرة فجأة من حلفاء إيران في العراق بعد قيام الثورة السورية لمنع قيام أي إقليم سني لأن هذا سيعجل ويسهل انهيار العلويين وحزب الله في غرب الهلال الشيعي كمرحلة أولى ثم تنتقل المواجهة لتحرير العراق بواسطة التحالف الإسلامي-الغربي انطلاقاً من الشام وبمساعدة من سنة العراق من العرب والأكراد متمثلين بإقليمهم . وعليه فإن من المهم أن يبدأ السنة العراقيون بتحرير العراق من خلال تحرير مناطقهم من سيطرة الصفويين وإنشاء إقليماً مؤقتا له أقصى ما يمكن من الإستقلالية عن حكومة الصفويين الشيعية في العراق دون الانفصال يكون على رأسه من هم معنا ويؤمنون بهذه النظرية ، يستمد قوته من عمقه السني العربي ومساندة الغرب له ، يكون هذا الإقليم في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى وهذه المحافظات تمثل نصف مساحة العراق ، و عليهم أن يهتموا بسُنة العراق في المناطق المختلطة الأخرى في بغداد والبصرة وبابل وواسط بإقامة كيانات سياسية وعشائرية ومنظمات مجتمع مدني تجمعهم ، ويمكن أن يتطور تعامل السنة العرب مع أكراد العراق وتركمانه ويجرون تفاهما معهم لحل مشكلة كركوك لتكون عاصمة مؤقتة لكل سنة العراق و مقرا لتجمع أكبر في مواجهة الشيعة لتحرير العراق وعاصمته الدائمة بغداد من الصفويين ، ثم المشاركة في إكمال هدف التحالف في تفكيك إيران وإبعاد شرورها وتهديدها المستقبلي ، وقد يكون في هذا مصلحة كبرى لأكراد العراق تتمثل في ضم أكراد إيران إليهم أرضاً وشعباً ، اللذين مازالوا يقصفون يوميا عبر الحدود من إيران ويضطهدون داخلها . أما لسنة العراق في البصرة بما قاسوه من إجرام إيران والصفويين من الشيعة في العراق فلهم دور مهم آخر في هذا التحالف لتحقيق أهدافه وتحرير العراق منهم مستفيدين من عمقهم الإستراتيجي المتمثل بدول الخليج العربي و إتحادهم في الأهداف مع عرب الأحواز المتطلعين للانفصال عن إيران. )))

إنتهى الإقتباس

أرجو إيصال كلامنا هذا الى كل من الدكتور عبدالملك السعدي  وإنا أقدره وأحترم جهده وما كتبنا هذا الموضوع الا لنضع مصلحة الأمة فوق كل إعتبار في الفترات الحاسمة وإن كان له رأي آخر بعد أن قدمنا رأينا في هذا الخطاب فليحدده وإلا فالتراجع طيب وهو من شيم عظمائنا فقد قال سيدنا عمر رضي الله عنه   أصابت إمرأة وأخطأ عمر.


إبن عبدالله الحسني

26/1/2013

حسابنا في تويتر @binabdullah2011

هناك تعليق واحد:

  1. عبد الملك السعدي وحارث الضاري هم سبب نكبة سنة العراق فهم قد حرموا على السنة الأنخراط في وضائف الدولة العسكرية والمدنية باسم الوطنية, وهذا الذي كان يحلم به الشيعة , فلما أصبح كل شيء بيد الشيعة وخصوصا الأمنية والعسكرية والمناصب العلياوتفننوا في التسلط على أهل السنة وأذاقوهم الويلات , حرمواعليهم إقامة إقليم يحفظ البقية الباقية من السنة , من القتل والتشيع , وكأنهم ينفذون الأجندات الصفوية والأيرانية بحذافيرها !!!

    ردحذف